من وصايا سورة الكهف إلى المسلمين

بقلم : دكتور/محمدي عبد البصير-

خلق الله تعالى الإنسان وأرسل له الرسل والكتب السماوية لهدايته ، فالله تعالى أخذ العهد على بني آدم بطاعته ،وعلى الإنسان أن لا ينسى هذا العهد ،وما أرسل الله تعالى الرسل إلا للتذكير بهذا العهد ،وقد أرسل الله رسولنا صلى الله عليه وسلم بعد عيسى عليه السلام بهذا الدين الخاتم إلى قيام الساعة ، فالله تعالي يقص علينا في القرآن الكريم سيرة الأمم السابقة لأخذ العظة  والعبرة،مثل سورة يوسف و سورة الكهف وسورة القصص  …وغيرها من السور التي تعني بتوجيه رسالة إلي المسلمين بأخذ العظة والعبرة من السابقين ،وأن الله تعالى ذكر في سورة الكهف أربعة أصناف من البشر وما من إنسان إلا و يدخل تحت واحد من هذه الأصناف، وقد ورد هذا في حث الرسول صلي الله عليه وسلم علي قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة ، وان من يقرأها يحفظ عشرة أيام من فتنة المسيح الدجال و من الشيطان ، فيجب علينا معرفة ما تتضمنه السورة الكريمة ، ابتداءً من أصحاب الكهف وكيف أنهم ثبتوا على التوحيد ، ويأخذ الشباب من هذا درسا عمليا و رسالة من هذه السورة الكريمة .

كذالك ذكرت السور الكريمة صاحب الجنتين ، وكيف أنه جمع أموالاً كثيرة فكان ذلك سبباً في طغيانه و إشراكه بالله تعالي ، وكان يسئ الخلق في معاملة الآخرين  ، لذالك أخذه الله كما اخذ الظالمين من قبله ، وفي هذا درس لنا نتعلمه إذا رزقنا الله بالأموال أو المناصب فان ذلك قد يكون ابتلاءً يبعدنا عن طريق لله و الجنة ، كما وردت قصة أهل العلم متمثلة في موسي علية السلام و الخضر ، وأن العلم لابد أن يكون مقروناً بالعمل ،فعلى كل مسلم في موقعه وعمله مسئولية تجاه الآخرين ،فعلى كل مسلم أن يداوم على قراءة هذه السورة الكريمة ليتعلم منها العظة والدرس ، ويقف على مصير أهل الجنة وعاقبة أهل النار ، فيختار له طريقاً يصل به إلى طاعة الله تعالى .