من تحديات الشباب (الفراغ)
إعداد / عبدالسلام (الأيوبي)
باحث في أصول الدين
لا شك أن الشباب هم عصب الأمم و سرّ نهضتها و رقيها ، و يصنع بهممهم عظيم الإنجازات والحضارات إذا أحسن استخدامهم , لكنهم أيضا يعانون من المشاكل مثلما يعانيها بقية فئات المجتمع رغم اختلاف كيفيتها و حجمها و حلولها, و هذه المشاكل و القضايا ليست فقط في مجال واحد بل في مختلف مجالات حياتهم العلميّة، والعمليّة، والاجتماعيّة، لكن نحن نود أن نشير في هذه العجالة إلى قضية من تلك القضايا ألا و هي مشكلة الفراغ, تعريفا, و سببا, و خطورة, و معالجة, في غاية الإيجاز و الاختصار:
التعريف: ( الفراغ ) الخلو (من العمل) والمكان الخالي, ( تفرغ ) من الشغل تخلى عنه وله تخلى له.
الأسباب: 1. الرفقة السيئة التي لا يسلم منها كثير من الشباب إلا من سلّمه الله – تعالى-
- مرحلة المراهقة وما يرتبط بها من انفعالات، وبالتالي يجد نفسه مضطراً للتفكير في أمور مثل الزواج؛ والمستقبل المأمول وغير ذلك، والانشغال به مما يضيع الكثير من أوقاتهم.
- عدم اهتمام كثير من أولياء الأمور بمن تحت رعايتهم في هذه المرحلة، وتوجيه أفكارهم التوجيه الصحيح ,وإشغالهم بأعمال تساعد في بناء شخصياتهم وأهدافهم في المستقبل .
- عدم تقدير قيمة الوقت، من قبل بعض أولياء الأمور .
الخطورة : إن الفراغ في حياة الشباب داء وبيل, أمره خطير، وشره مستطير، لما خص به الشباب من خصوصيات كثيرة تختلف عن بقية مراحل عمر الإنسان, فالشباب مفسدة للمرء إن لم يوجه في الخير, و ما أحسن ما قال الشاعر: (إنّ الشباب والفراغ والجدة + مفسدة للمرء أي مفسدة)
فمن المشاكل التي تترتب على فراغ الشباب عديدة منها: 1/ ضعف الأمة وهوانها 2/ انصراف الشباب من النافع إلى الضار.. ومن الطاعة إلى المعصية 3/ ونتيجة تقع الأمة في بؤرة المشاكل النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية, و الأسرية على المستوى الفردي و الاجتماعي على كافة الأصعدة.
المعالجة: لقد حرص الإسلام غاية الحرص على شغل أوقات الفراغ بعد الواجبات بالعمل النافع المثمر , حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) حيث يظهر هذا الاهتمام في المظاهر التالية:
الحذر من آفَةٌ التسويف لأنها تَأكُلُ الوَقتَ وَتُذهِبُهُ في غَيرِ فَائِدَةٍ/ التوجه لعمل بعد التفرغ من عمل / التعرف على خطورة الفراغ / انتهاز أوقات الإجازات والفراغ لتنمية الملكات / دور المعالج الموجه في صورة الأسرة أو المؤسسة التربوية التي ينشأ فيها, للتعامل مع الفراغ. وليس معنى ذلك أن ترهق نفسك في العمل ولكن اعمل بالمبدأ النبوي “ساعة وساعة” لأن الشباب لديهم قدرات كبيرة إذا استغلوها بشغل وقتهم بتنميتها واستغلالها في ما هو نافع؛ لأفادوا أنفسهم ونفعوا أوطانهم, مما يمكنهم فيه من تحقيق العديد من الإنجازات.