مكانة المرأة في الإسلام
بقلم :د/ يوسف مصطفى الأزهري
ما لاشك فيه أن المرأة والرجل صنوان، أي أنهما جنسان من أصل واحد، وهما عنصران لطبيعة متكاملة متسقة ويراد بهما الذكر والأنثى، فما للذكر أن يستقيم أمره وحده، وما للأنثى كذلك أن يستتم شأنها من غير الرجل، وإنما الذكر والأنثى صنوان متتمان متكاملان، إذ يستتم كل منهما بالآخر هكذا خلق البشر، أخلاط من الذكور والإناث يمضون في الحياة متكملين في غاية من الإئتلاف والنتاغم والانسجام، وهما تفيض عليهما غمرة من الرحمة والسكينة، والرغبة الجامعة في التلاحم الودود، قال تعالى: (هوالذي خلقكم من نفس واحدة وجعل فيها زوجها ليسكن إليها) وقوله ((ليسكن إليها)) أي: يستأنس بها ويطمئن إليها اطمئنان الشييء إلى جزئه أو جنسه. والسكينة أي الوداع والوقار والرزافة.
ومن أروع وأجل ما يرد في هذا الصدد من دليل على صدمن العلاقة الرحيمة الوثقي بين الرجل والمرأة، وأنهما شطران لإنسانية واحدة. شطران مؤتلفان متشادان وهذا ما يدل عليه قول الرسول – صلى الله عليه وسلم –: (إنما النساء شقائق الرجال). وذلك إعلان مؤثر يهتف به النبي – صلى الله عليه وسلم – ليبني للبشرية على مر الزمن أن النساء والرجال أصناف متجانسة من غير تفاضل بينهما إلا باثنين: أولهما: التقوى. وثانيهما: العلم. قال عز من قائل في وحدة الإنسانية وأن الأفضل فيها أكثرهم تقي: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). ويقول جل وعلا في ذلك أيضا: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
على أن المرأة قد أجلها الإسلام خير المنازل والمكانات، وذلك في الاهتمام بها وتكريمها واحترامها والرحمة عليها. لقد فرض الإسلام للمرأة من أسباب الصيانة والاعتبار ومن ظواهر الإكرام المميز ما لم تحلم به البشرية عبر تاريخها الطويل. فرض الإسلام لها من كامل الحقوق ومن جمال العناية ما جاوز الظنون والأحلام وفاق كل التقديرات والتصورات.