مسجد الملك فيصل في إسلام أباد – باكستان.. هندسة رائعة وتصميم فريد

دكتور/عبدالرحمن حماد الأزهري
في العاصمة الباكستانية إسلام أباد يتربع مسجد الملك فيصل بن عبد العزيز على هضبة صغيرة ليفيض على المدينة، التي يكسوها اللون الأخضر معظم فترات السنة، جمالاً ورونقاً بتصميمه الفريد وهندسته الرائعة، نشأت فكرة بنائه عام 1966 أثناء زيارة للملك فيصل بن عبد العزيز إلى باكستان، وتمتد مساحته على خمسة آلاف متر مربع، ويعد من أكبر مساجد منطقة جنوب آسيا، وفي عام 1969 أقيمت مسابقة دولية شارك فيها مهندسون من 17 دولة من أجل اختيار أفضل تصميم هندسي للمسجد، وقد ظفر المعماري التركي ودعت دالوكاي بشرف تصميمه من بين 43 تصميماً، وقد استغرق بناء المسجد عشر سنوات بدءاً من عام 1976 وحتى عام 1987، وأول ما يلفت نظر زائر المسجد هو الطابق الأرضي، المنطقة المخصصة للوضوء، حيث تضم 200 مقعد مرصوفة بالرخام الأبيض، وتتوسط منطقة الوضوء بركة للمياه فيها نافورة كبيرة الحجم، أما الجدران فمكسوة بالخزف الملون مع بعض الرسومات البسيطة، أما فناء المسجد الرئيس فمكسوّ ببلاط من حجر الصوّان، وتحيط بالفناء أروقة معمّدة تتناسق مع تصميم المسجد تضفي عليه مزيداً من الجمال والروعة، ويتسع الفناء والأروقة المحيطة به بنحو 24 ألف مصلٍّ. كما أن للمسجد أربع منارات واسعة على الزوايا الأربع للقاعة الرئيسة للمسجد تعلوها أهلة مصنعة من النحاس المطلي بالذهب ويبلغ طول المنارة الواحدة 90 متراً يمكن من خلالها رؤية العاصمة والمنطقة المحيطة بالمسجد وتصميم المسجد يتميز بشكله من الخارج التي يشبه تصميمها خيمة عربية كبيرة ثمانية الأوجه مكسوة بالرخام الأبيض وتدعمها أربع دعامات إسمنتية عملاقة، ويتوسط التصميم هلال ضخم ذهبي اللون يبلغ قطره نحو 14 قدماً، وبهذا يبتعد تصميم مسجد الملك فيصل عن التصاميم التقليدية لفن عمارة المساجد، خاصة في شبه القارة الهندية التي تتميز عادة بالقباب مختلفة الأحجام والأشكال، ويعتبربناء وتصميم مسجد الملك فيصل في العاصمة الباكستانية إسلام أباد شكل خروجاً عن التاريخ الطويل المألوف للعمارة الإسلامية.