مساجد لها تاريخ مسجد ومدرسة السلطان حسن – القاهرة – مصر

مساجد لها تاريخ مسجد ومدرسة السلطان حسن – القاهرة – مصر

بقلم : د. يوسف مصطفى الأزهري– أستاذ اللغة العربية

أنشأ هذا المسجد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، صاحب أزهى فترات مصر في العصور الوسطى، بلغت فيها الدولة ذروة قوتها ومجدها، وهو يعد أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنا، وهو من أكثر آثار القاهرة تناسقا وانسجاما، إذ جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخارف، كما تجمعت فيه شتى الفنون والصناعات،

وكان البدء في بناءه سنة 757 هـ –  1356م،  وقد أنشئ المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، إذ يتوسطه صحن مكشوف تشرف عليه أربع إيوانات متقابلة، تنحصر بينها أربع مدارس لتعليم المذاهب الأربعة الإسلامية، ويحيط بالصحن مساكن للطلبة مكونة من عدة طبقات بارتفاع المسجد.

وقد ازدحمت روائع الفن في هذا المسجد فشملت كل أجزائه، وهى تعتبر من أدق وأجمل ما صنع في هذا العصر.

يقول عنه الرحالة العياشي الذي زار المسجد سنة 767هـ/1366م: “وهو مسجد لا ثاني له في مصر ولا في غيرها من البلاد في فخامة البناء وارتفاعه وإحكامه واتساع حناياه (أي إيواناته) , وطول أعمدته الرخامية وسعة أبوابه كأنه جبال منحوتة تصفر فيها الرياح”

كان في المسجد بالإضافة للمدارس، مكتبة كبيرة، ووقف لكفالة الفقراء والمعوزين، وعيادات لعلاج المرضى على نفقة الدولة.

ويعد المسجد مقصداً لكل من يزور مصر من كبار الشخصيات في العالم، فهو بحق تحفة فنية ومعمارية، قل أن يوجد لها نظير، وسيظل دائما متحدثاً عن الإنسان وشاهداً للتاريخ.