قضايا فقهية معاصرة إجهاض الجنين إنقاذا لحياة الأم

قضايا فقهية معاصرة إجهاض الجنين إنقاذا لحياة الأم

بقلم : د / محمد إبراهيم سعد إبراهيم الأزهري كلية الشريعة والقانون

يُعرّف الأطباء الإجهاض بأنه : خروج محتويات الحمل قبل ثمانية وعشرين أسبوعا تحسب من آخر حيضة حاضتها المرأة ، وأغلب حالات الإجهاض تقع في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل عندما يقذف الرحم محتوياته بما في ذلك الجنين وأغشيته ويكون في أغلب حالاته محاطا بالدم ، أما الإجهاض في الشهر الرابع فيشبه الولادة إذ تنفجر الأغشية أولا وينزل منها الحمل ثم تتبعه المشيمة

ويرى الفقهاء المعاصرون إباحة إجهاض الجنين إنقاذاً لحياة الأم وذلك لما يلي :

1ـ أن الأم أقل خطراً وتعرضاً للهلاك من الجنين في مثل هذه الظروف مما يجعل إنقاذها أكثر نجاحا من إنقاذ جنينها لذا تعطى الأولوية في الإنقاذ

2ـ أن الحفاظ على حياة الأم أولى بالاعتبار من بقاء الجنين لأنها الأصل وحياتها ثابتة بيقين وبقاء الجنين بلا أم ترعاه أمر محفوف بالمخاطر

3ـ في بقاء الجنين في رحم الأم مفسدة ، إن كان يضر بقاؤه بصحتها ، أو يودى بحياتها ، وفي إجهاض الجنين مفسدة كذلك ولا يمكن درء المفسدتين في نفس الوقت ، إذا تعذر استبقاء الجنين ، ومعالجة المرأة من الأضرار التى يسببها بقاؤه في رحمها ، فالواجب في هذه الحالة دفع أعظم المفسدتين بارتكاب أخفهما ، وفقا لما تقضى به القواعد الكلية ، ولا شك أن الضرر الذى يحيق بالأم في حال استبقاء الجنين مفسدته أعظم من مفسدة إجهاضه إن كان يضر بقاؤه بها وذلك لتعلق حقوق غير هذا الجنين بها ، ولأنها أصله وقد استقرت حياتها بخلافه ومن ثم كان في القول بإجهاضه في هذه الحالة وإن نفخت فيه الروح دفعاً لأعظم المفسدتين بارتكاب أخفهما

واشترطالفقهاء لإجهاض الجنين في هذه الحالة ما يلي :

1ـ قيام الضرورة التى تحتم الإجهاض ، بأن كان بقاء الجنين في رحم المرأة يهدد حياتها أو يضر بصحتها

2ـ أن يثبت قيام هذه الضرورة من طريق موثوق به ، فلا تكون متوهمة

3ـ أن يتيقن من أن بقاء الجنين يهدد حياة الحامل ، أو يضر بصحتها وأن هذا الخطر لا يزول عنها إلا بإجهاض الجنين

4ـ أن يقرر ضرورة الإجهاض لإنقاذ حياة الأم ، أو المحافظة على صحتها ، أطباء متخصصون ، ولما كان هؤلاء يتوقف على تقريرهم حكم شرعي ، فيعتبر فيهم أن يكونوا عدولا ، حاذقين وألا يقل عددهم عن اثنين .