فضل الصبر على البلاء
بقلم عبد الواحدجليل الباكستاني
محاضر التفسير وعلوم القرآن
لا شك أنّ كلّ واحد فينا يتعرض للابتلاء، وكلّنا تعتريه ظروف قاسية فى هذه الحياة الدنيا ، فماذا يصنع الشخص إذا أراد أن يكون مؤدّبا مع الله تبارك وتعالى ؟
أوّلا عندما يرى الابتلاء قادما يقول : مرحبا بشعار الصالحين لأنه سوف يحمل راية من رايات الصالحين ،لأنّ الابتلاء ميراث النبوّة ، فمن قلّ حظّه من الابتلاء قلّ حظّه من ميراث النبوّة ،فطالما أتاه الابتلاء فليعلم أنّه صار فى معيّة الله ، وليحمد الله أنّ هذا الابتلاء ليس أكبر من ذلك ، بمعنى أنّه إذا أصيب مثلا بمشكلة الرزق ،فالصّحة مازالت عنده موجودة ، ومازال عمله موجود ، ومازال أبناؤه يدورون من حوله ،و مازال الأمن يراعيه ، ومازال يتنفّس ، ومازالت عينه موجودة ……..وهكذا فنعم الله أكثر من أن تحصي.
ثمّ عليه أن يحمد الله أنّ الابتلاء ليس فى الدّين ، فالابتلاء الذى لاعوض له أن يكون فى الدّين ، وأما الدنيا فعارية مسترجعة ، تذهب وتجيء ، المال يذهب ويجيء ، فالبلاء نعمة ، لأنّ البلاء يأتى بعده الرخاء ، ويقول النبىّ – صلى الله عليه وسلّم – : “يودّ أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب ، لو أنّ جلودهم كانت قرّضت بالمقاريض ” ،
يعنى أهل العافية لمّا يرون الأجر العظيم والمنازل العليا لأهل البلاء يتمنّون أنّهم يرجعون إلى الدنيا، ليبتليهم الله سبحانه وتعالى ، ويقرّض جلودهم بالمقاريض من شدّة الأجر العظيم لأهل البلاء ، فليفرح كل شخص مبتلى ، والله سبحانه وتعالى يرفع قدره فى الجنّة ويكون له منزلة عظيمة فى الجنّة،وفوق هذا يكفّر ذنوبه فى الدنيا ، وهذا لأجل محبّة الله له ، لأنّ الله تعالى إذا أحبّ عبدا ابتلاه
وصلى الله وبارك وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .