عناية الإسلام بالمرأة

عناية الإسلام بالمرأة

لسيف الاسلام الباكستاني
باحث في الشريعة الاسلامية

حرم الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- ضياع حقوق المرأة فى الإسلام وهى إما بنت، أو أخت، أو زوجة، أو أم، وفى كل الأحوال دعانا ديننا إلى رعايتها والعناية بها وهى شريكة للرجل فى بناء حياة الأسرة، وهى قبل ذلك جعلها الله من تمام رحمته ببنى آدم حيث جعلها زوجة له من جنسه كما قال تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”،

ولقد ساوى الإسلام بينها وبين الرجل فى الجزاء، قال الله تعالى: “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”،

وحين جعل الإسلام أساس الحياة الإجتماعية بناء الأسرة على أسس سليمة، وأمر الرجال أن يعاشروانساءهم بالمعروف، وألا يتابعو أهواءهم وعواطفهم الجامحة، قال الله تعالى-عزوجل-: “وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا”. وإذا حدثت منها نشوز وإعراض عنه وعدم استجابة لأمره، فقد يكون هو السبب فإن لم يكن فإن الإسلام يدعو الرجل وهو رب الأسرة والأكثر صبرا والأقوى على مغالبة الصعاب، أنه يتحمل أذاها، وأنه يقابل غضبها بالحلم والوقار، يعظها ويخوفها عقاب الله الذي حرم عليها معصية زوجها، وأوجب عليها طاعته، فإن لم تتعظ هجرها فى المضجع تأديبا لها حتى ترجع كما قال الله تعالى: “واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا”.

روى أبو داود عن معاوية قال: قلت: “يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، أو اكتسبت. ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت”.

إن خير المسلمين من كان مع أهله طيب العشرة، حسن المعاملة، يتلطف بهم، ويدخل السرور عليهم بالكلمة الطيبة، والرفق بهم عند الجفوة، .

إن الإسلام يرى أن المرأة خلقت لتقوم بدور خطير فى المجتمع، وهو أن تكون شريكة للرجل فى حفظ أمانة الحياة ورعاية الأجيال، حيث تصنع الطفولة، وتتعهد الرجولة، وتشيع فى بيتها الحب والأمن والحنان، ورسالتها فى الحياة أن تكون زوجا مسعده وأما حانية، وبذلك تحقق الطمأنينة بحسن تعهدها لزوجها ولأبنائها، وهى مساوية تماما لمرتبة الجهاد فى سبيل الله.