عظمة الإسلام وسماحته
بقلم :د/ عبدالمحسن جمعة الأزهري
إن عظمة الإسلام تتجلى في كونه الدين الذي اختاره الله تعالى وارتضاه للبشرية لتنضبط به حركتها على وفق ما يحب الله تعالى ويرضى , ومن عظمة هذا الدين أنه قد راعى سنة من سنن الله في خلقه وهي الاختلاف بين البشر في أمور كثيرة ، ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ) ( هود ) ومن هذا الاختلاف , الاختلاف في الاعتقاد , وقد ظهرت سماحة الإسلام في هذا الجانب ممارسة وتطبيقا , حتى وصلت إلى الاعتراف بالآخر الذي لا يعترف هو بالإسلام أصلا .
ومن سماحة الإسلام أن جعل الدولة منتدى تتعدد فيه الديانات ، واللغات والقوميات والمذاهب والأجناس والألوان . ينطلق في كل ماذكر من ثوابت خالدة بخلود دستور الإسلام القرآن الكريم , من نحو قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) ( البقرة )، وقوله : (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( الكهف )، وقوله : (لكم دينكم ولي دين ) ( الكافرون ) وكثير من نحو هذه النصوص .
ولا تقتصر عظمة وسماحة الإسلام على هذا الجانب فقط بل تعدته إلى زمن الحروب فبإطلالة سريعة على الغزوات التي غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعددها عشرون غزوة ( في سبع سنين ) نرى أن ضحاياها من الفريقين – المسلمين والمشركين – بلغ (386 ) قتيلا ، موزعة كالتالي : (183 ) من شهداء المسلمين , و(203) من قتلى المشركين . في حين بلغ عدد ضحايا الحروب الدينية في أوروبا – بين الأوروبيين بعضهم بعضا – في القرنيين السادس عشر والسابع عشر نحوا من عشرة ملايين قتيلا حيث قدره بعض المؤرخين الغربيين بـ (40 % ) من مجموع سكان أوروبا في ذلك الوقت ، أفنتهم تلك الحروب .
ثم يأتي بعد ذلك من يشكك في سماحة الإسلام بدعوى انتشار الإسلام بالسيف .
إن سماحة الإسلام على مر العصور لمما يحق لنا أن نفاخر بها , وإنها لنموذج تقتدي به البشرية في مسيرتها نحو تحصيل القيم السامية و المثل العليا .