ظاهرة التكفير وخطورتها علي أمن المجتمعات
بقلم : د / محمد الراسخ الازهري
أرسل الله تعالي نبينا محمدا ـ صلي الله عليه وسلم ـ شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وبعثه بالحنيفية السمحة وبمكارم الأخلاق وإحسان الظن بالناس ، ولم يكن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ في دعوته عنيفا ولا غليظا بل كان رحمة مهداة ، وعلي هذا النهج الوسطي المعتدل ربي النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ أصحابه ونهاهم عن التنطع والغلو في الدين فساروا علي هذا الطريق المستقيم ، ولكن خلف من بعدهم خلف ضلوا سواء السبيل وانحرفوا عن جادة الحق ، فرسموا لأنفسهم سبيلا آخر ملامحه الغلو والتطرف وتكفير المسلمين بغير حق .
إن واقعنا الذي نعيشه قد انتشرت فيه جماعات سيطر عليها الجهل بأحكام التشريع وحكمه ، وأرادوا أن يرغموا مجتمعاتهم علي الخضوع لأفكارهم ومن ثم تتحقق مآربهم في السيطرة ، ولما لم يجدوا استجابة استعملوا السلاح في مجتمعاتهم واستباحوا الدماء والأموال زاعمين أنهم يواجهون مجتمعا كافرا ومستندين إلي فهوم خاطئة لنصوص القرآن والسنة .
إن مسألة التكفير من المسائل الخطيرة التي ناقشها علماء الإسلام ، وبينوا حدودها وضوابطها لما في التمادي والغلو فيها بدون أي قيد أو ضابط من انعكاسات سلبية مدمرة ومؤثرة علي مسيرة الأمة الثقافية والعلمية والاجتماعية والأمنية .
فالتكفير أمر عظيم يجب الحذر من العجلة فيه حماية لأعراض المسلمين أن تنتهك ، وصيانة لدمائهم أن تسفك ، ولا يجوز الإقدام عليه إلا ببرهان أوضح من شمس النهار ، وذلك لايكون لأفراد الناس وعوامهم ووإنما للقضاة الشرعيين المعتبرين .
والله ولي التوفيق