صبغ الشعر وأثره على الطهارة

صبغ الشعر وأثره على الطهارة

بقلم : دكتور/ محمد إبراهيم سعد الأزهري

يري الأحناف والمالكية في قول ، والشافعية والحنابلة أن صبغ الشعر جائزبل مستحب، لقول رسول الله e في الحديث الذي رواه أبوهريرة إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لا يَصْبُغُونَ،فَخَالِفُوهُمْ(البخاري في صحيحه3/1275 رقم 3275) فهذا الحديث يدل على استحباب صبغ الشعر وأن العلة في الصباغ وتغييرالشيب هي مخالفة اليهود والنصارى،وقد كان رسول اللهeيبالغ في مخالفة أهل الكتاب ويأمربها ، وروي عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِe إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّر َبِهِ هَذَا الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ( الترمذي في سننه وقال حسن صحيح 4/232 رقم 1753)

وروي عن ابْنَ عُمَرَ أنه  كَانَ يَصْبُغُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ حَتَّى تَمْتَلِئَ ثِيَابُهُ مِنَ الصُّفْرَةِ فَقِيلَ لَهُ لِم تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ فَقَالَ إِنِّى رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ eيَصْبُغُ بِهَا وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا وَقَدْ كَانَ يَصْبُغُ بِهَا ثِيَابَهُ كُلَّهَا حَتَّى عِمَامَتَهُ( أبوداود في سننه 4/91 رقم 4066 )

والسؤال هل يؤثر صبغ الشعر على الطهارة ؟ ولبيان هذا نقول إن الأصباغ التي تستخدم تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : أصباغ نباتية مثل الحناء والقسم الثاني : أصباغ معدنية ، وهذه عبارة عن مركبات معدنية تحتوي على الكبريت أو الرصاص أو النحاس

والقسم الثالث : مبيضات أو مشقرات الشعر ، وهي التي تتم باستخدام البروكسيد أو ماء الأكسجين ، فيؤدي ذلك إلى تكسير صبغة المِلَيين الموجودة في القشرة الخارجية للشعر فيتحول الشعر إلى اللون الأبيض أو الأصفر ، ثم بعد ذلك يصبغ مرة أخري بحسب ما يُراد

فإن كانت هذه الصبغات مجرد لون وليست طبقة عازلة فلا مانع من استخدامها ؛ لأنها لا تمنع وصول الماء وبالتالي يجوز استخدامها .

وإن كان لهذه الصبغات جِرم وطبقة تمنع من وصول الماء إلى شعرالرأس بحيث تكون الشعرة سميكة ،فلايصح الوضوء ولا الغسل حتى يزال هذاالجرم .