شبهة ظلم المرأة فى الميرا ث
بقلم : الدكتور محمد عبدالعزيزخضر
يردد كثير من الناس – جهلا أو تعصبا وعنادا – أن الإسلام قد ظلم المرأة وهضم حقها فى الميراث ، حيث أعطاها نصف نصيب الذكر ،والحقيقة – التى لا يمكن إنكارها – أن الإسلام قد عامل المرأة معاملة كريمة وأنصفها بما لا تجد مثيلا فى القديم ولا فى الحديث حيث حدد لها نصيبا فى الميراث حسب درجة قرابتها للميت فالأم والزوجة والابنة والأخوات الشقيقات والأخوات لأب وبنات الابن والجدة والأخوات لأم لهن نصيب مفروض من التركة قل الإرث أو كثر
وتفوق الرجل على الرجل فى الميراث إنما هو فى بعض الأحوال – وهى قليلة – وفى بعض الأحوال قد تتساوى المرأة مع الرجل وفى بعضها – وهى أكثر الحالات – قد تتفوق المرأة على الرجل وفى أحيان أخرى قد ترث الأنثى ولا يرث الرجل وبيان ذلك :
أن هناك أربع حالات –فقط – يكون ميراث المرأة فيها نصف نصيب الرجل كما فى حالات اجتماع البت مع إخوانها الذكور والأخت كذلك – شقيقة أو لأب – واجتماع الأب مع الأم مع عدم وجود أولاد ولا زوج أو زوجة
وهناك حالات تتساوى فيها المرأة مع الرجل فى الميراث ، وهى حالات اجتماع الأب والأم مع وجود الابن واجتماع الإخوة والأخوات لإم ،واجتماع البت مع عمها أو أقرب عصبة للأب مع عدم وجود الحاجب إلى غير ذلك من الحالات
وهناك حالات- وهى الأكثر – ترث فيها المرأة أكثر من الرجل ، وهى اجتماع الزوج مع ابنته الوحيدة أو مع ابنتيه وكذلك اجتماع البنت مع أعمامها فإنها تأخذ نصف التركة وحدها ولأعمامها النصف ،وكذلك إذا اجتمعت البنتان مع الزوج والأب والأم ، فإن البنتين ترثان – وحدهما – ثلث التركة إلى غير ذلك من الحالات كما سبق
وهناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال ، وذلك كما لو ماتت المرأة وتركت زوجا وأبا وأما وبنتا وبنت ابن ، فإن بنت الابن –فى هذه الحالة – ترث سدس التركة ولو كان مكانها ابن ابن لكان نصيبه صفرا ، لأنه كان سيأخذ الباقى تعصيبا ، ولا باقى فى هذه الحالة ، وكذلك لو ماتت المرأه وتركت زوجا وأختا شقيقة وأختا لأب فإن الأخت لأب سترث السدس ولو كان مكانها أخا لأب فلن يرث شيئا ، لأن نصف التركة سيرثه الزوج ونصفها الأخر سيرثه الأخت الشقيقة والباقى للأخ للأب تعصيبا وليس هناك باق إلى غير ذلك من الحالات ، وقد تتبع العلماء الحالات التى تأخذ فيها المرأة مثل الرجل أو أكثر منه أو ترث هى دونه فوجدوها أكثر من ثلاثين حاة فى مقابل أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل ‘ وبعد هذه الإيضاحات تكون هذه الشبهات قد زالت والحمد لله رب العالمين