سماحة الإسلام

سماحة الإسلام

أسد الله خان الباكستاني
باحث في الشريعة الاسلامية

مما لا شك فيه أن سماحة الإسلام تمقت العنف والقسوة والإكراه، وتبغض الإرهاب، والتعصب كل البغض، وتأمر بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، سعيا إلى الخير والإصلاح، ومنعا من الجور والهوى، وحرصا على الصواب والسداد، واستجابة للتوجيه العظيم: “أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن”، وتلك السماحة تؤكد أنه لا إكراه فى الدين فليس من أهدافها أن يفرض الإسلام نفسه على الناس فرضا” حتى يكون هو الديانة العالمية الوحيدة……إن منهجها فريد نفيس سمح يعطى غايات سامية للحياة الإنسانية، ويرفع قيمة الإنسان بغير نهاية، ويبث عواطف الحب المشترك والود الشائع.

إن سماحة الإسلام ورحمته وسعت كل شىء، وشملت المؤمن والكافر والأعداء المحاربين، فنجد أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب حين مر فى إحدى غزواته، فوجد أمرأة مقتولة، فقال: “ما كانت هذه لتقاتل، وكان يشدد فى نهى القادة والجند عند التمثيل بالأسرى وقتلهم، كما ينهاهم عن القتل النساء والشيوخ والأطفال، ومن لا مشاركة له فى القتال، وعن قلع الأشجار، وتخريب العمار، وائتلاف الزرع والثمار، ويسير أصحابه على هذا النهج، ليثبتوا أن سماحة الإسلام لم يرق شىء إلى ذروتها الشامخة، ورحمتها الواسعة وعدالتها الراسخة، وأنها مبرأة من كل وجوه الإرهاب والقسوة والتعسف.

إنها سماحة الإسلام تقيم رابطة قوية بين المسلمين وغيرهم، وتأمر المسلم بحب الجميع، وتحثه على أنه يعطى من أخلاقه وقيمه للناس جميعا، وتدعوه إلى أن يكون معهم فى أخوة ومحبة صادقة