سأل الطالب شرافت علي عن نشأة المذاهب الفقهية.

 أنت تسأل والأزهريون يجيبون

يجيب على الأسئلة د. محمد خضر الأزهري

سأل الطالب شرافت علي عن نشأة المذاهب الفقهية.

أنزل الله القرآن الكريم بلسان عربي مبين، فجاء متعدد المعاني للألفاظ، وقد أُرْسِلَ رسول الله r، لذلك من خلال تعدد الجواب على السؤال الواحد، كما فقه الصحابة – رضي الله عنهم – ذلك. فكانت لهم آراء متعددة في المسألة الواحدة، ولم يعب منهم أحد على غيره، ومثال ذلك : قصر الصلاة فقد تعددت فيها الآراء بين الصحابة وكلها صحيحة، لأنها ترتكز على المعاني المتعددة للكلمة الواحدة، وجاء التابعون فتعلموا ذلك من الصحابة فكانت لهم آراء متعددة في المسألة الواحدة كذلك، ولما زاد التعامل مع القرآن الكريم والسنة النبوية دراسة وفهماً واستنباطاً، واتسعت العلوم وتغير العمران الإنساني سعة وثقافة وقضايا جديدة ازدادت حاجة المجتمع الإسلامي إلى الفقهاء الذين يقدمون رأي الشريعة بما يناسب العصر، فكان أبو حنيفة والليث بن سعد  ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل وابن حزم وغيرهم كثير في أمة الإسلام.

ومن هنا جاءت أقوالهم متعددة لتحقق مقاصد الشريعة في التسامح ورفع الحرج، والوسطية التي تقف في مواجهة الإفراط والتفريط والتساهل والتشدد.

وسأل الطالب ثناء الله عن قول البعض علينا بالرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية دون النظر إلى أقوال الفقهاء.

هذا السؤال مهم, وبيانه على النحو التالي :

أراء الفقهاء جاءت من الكتاب والسنة.

توافرت للفقهاء الآليات والشروط التي تؤهل الفقيه لاستنباط الحكم الشرعي، من العلوم اللغوية ومراعاة مقتضى الحال، والمناسبة بين الحكم والمسألة.

هذا القول يقضي على الميراث الثقافي الفقهي، والذي أسهم في بناء الحضارة الإسلامية وحقق يسر الشريعة وسماحتها، تبعاً للزمان والمكان بين المفتي والمستفتي، وهذ القول يجعل الناس جميعاً على مذهب واحد وهذا معارض للقرآن والسنة.

من الأهمية بمكان أن نؤكد أن الفقهاء اتفقوا جميعاً في الأصول وتعددت آراؤهم في الهيئات والفروع، وكذلك فالآراء الفقهية تختلف عن العقدية.