دور الشباب المسلم في ترسيخ مفاهيم الإسلام الصحيحية لدى مجتمعاتهم

دور الشباب المسلم في ترسيخ مفاهيم الإسلام الصحيحية لدى مجتمعاتهم

إعداد: د/يوسف مصطفى الأزهري

 الشباب هم الطاقة المتوهجة الفاعلة، ومن ثم يطلق عليهم “عماد المجتمع وكيان الأمة” على مر العصور قديما وحديثا.

فمنذ ظهور الإسلام لم تعل رايته وتنبسط دعوته إلا على يد أصحاب هذه الفئة العمرية – أعني الشباب – الذين تربوا في مدرسة النبوة، وتخرجوا من جامعته الشاملة، وما أكثر النماذج الرائعة الدالة على ذلك!

وعلى شبابنا المسلم – في وقتنا الحاضر – التأسي بسالفيهم والسير في ركابهم، كما أن عليهم أن يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم والدور المنوط بهم كشباب أمة الإسلام ومستقلها.

وأهيب بهم أن يكونوا على وعي كاف فيتحملون تلك المسؤولية ويعيشون من أجلها، وأن يحتاطوا لما يحاك حولهم من مخططات فكرية مسمومة.

لقد إلينا الغرب وأذنابه مثل هذه الأفكار المنحرفة عن طريق الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة بغرض ابتعادنا عن مادئ وقيم وأخلاقات ديننا الإسلامي الحنيف، قال جل علاه: ( يُرِدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَو كَرِهَ الْكَافِرُونَ ).

ولكي ترسخوا – أيها الشباب – هذه المعالم وتلك القيم والمثل التي دعت إليها وتضمنتها الرسالة النبوية فعليكم أولا أن تفهموا أمور هذا الدين فهما صحيحا، وأن تعلموا بما في الكتاب والسنة مع الفهم الصحيح والسليم لهما، وذلك عن طريق العلم والعلماء المتخصصين.

فالاستقامة والاعتدال منكم أساس الأسي والاقتداء بكم – أيها الشباب – ما دمتم ربانيين مخلصين، قال تعالى: ( وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا .  لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا )، ومن هنا كان نصح النبي – صلى الله عليه وسلم – لسفيان الثقفي لما جاءه وقال له ” قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك،   فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : قل آمنت بالله ثم استقم”، فالاستقامة طريق اطمئنان النفس وزرع الثقفة فيها.

وأذكر الشباب بأن تلك أمانة ثقيلة لا يقدم عليها ولا يؤديها أحد منكم إلا بعد نضج تام، ومعرفة شاملة لكل علوم الدين واللغة والشريعة.

ولتعلموا أن مثلكم الأعلى في ذلك سيد الخلق وصحابته الميامين فلتنهجوا في الثبات نهجهم، ولتتمسكوا في قولة الحق مسلكهم حتى يحقق الله على أيديكم إقامة مجتمع سوي قد غرست فيه مناهج الوسيطة والاعتدال، وذلك بالفهم الصحيح لمبادئ الدين الإسلامي.