دعوة الإسلام للتعامل مع الآخر

دعوة الإسلام للتعامل مع الآخر

للطالب / حافظ سيد عبد المتين
إشراف / د محمد عبدالعزيز خضر الأزهري

لن تجد-أخي المسلم-دعوة إلي الإنفتاح في ثقافة من الثقافات أوسع مما دعي إليه القرآن الكريم، يقول الله تعالي ((الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألْبَاب)) إنها تزف البشارة من الله تعالي لمن يتصفون بالإنفتاح علي المعرفة وممارسة النقد والتقويم الموضوعي، فهم يبحثون عن الآراء والأفكار، حيث ((يستمعون القول)) والإستماع درجة متقدمة علي السماع، لأن يدل علي قصد وإهتمام، والسماع قد لايكون كذلك، وبعد الإستماع والإطلاع علي مختلف الآراء تأتي مهمة النقد والتقويم لاختيار الرأي الأصواب والفكرة الأصح ((فيتبعون أحسنه)).

فالإنفتاح المصعوب بأعمال الفكر واسترشاد العقل مطلوب شرعا، ولاخوف منه ولاضير فيه، بل هو طريق الهداية إلي الحق والخير.

ففي الآية الكريمة دلالتان:

الأولي: تأكيد الثقة بعقل الإنسان، فهو المرجعية المعتمدة للتمييز بين الحق والباطل وبين الخير والشر.

الثانية: الثقة المالية للدين بأحقيته وأفضليته، فهو لايخشي من إنفتاح أبنائه علي غيره من الأديان والآراء والثقافات، يقول النبي صلي الله عليه وسلم: ”الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.“

أما الإنغلاق والجمود والقطعية المعرفية فهو تعصب ممقوت نهي عنه الإسلام…