دعوة الإسلام إلى المحافظة على الوطن
بقلم :د. محمدي حضيري الأزهري
يربي الإسلام المسلم على المحافظة على الوطن جملة وتفصيلا، وذلك من خلال دعوته إلى صيانة الأعراض والأنفس والأموال، وتلك هي مكونات الوطن التي تعطيه القوة ومن خلالها يحقق الوطن رسالته في نشر الوسطية والتسامح والتواصل مع الآخر ويحمي أفراده من التطرف ودعاة التشدد وأصحاب الممارسات التخريبية الإرهابية، وفي ذلك يقول الله تعالى: ” وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا” وكل إضرار بجانب من جوانب الوطن فهو نوع من الإفساد في الأرض، وهذا ما يبينه القرآن الكريم في قول نبي الله شعيب- عليه السلام- لقومه الذين كانوا ينقصون الكيل والميزان، مبينا لهم ما يترتب عليه من أضرار تصيب المجتمع:” وَيَٰقَوۡمِ أَوۡفُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ” وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل الصور التي لا تحافظ على ثراوت الوطن وخيراته، وذلك في قولهr “اجتنبوا الملاعن الثلاث، قالوا وماهي يارسول الله؟ قال: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل) وهذا للمحافظ على الوطن من أضرار التلوث الخطيرة التي تؤدي إلى الفساد والإفساد في الأرض، ويتسع مفهوم المحافظة على الوطن ليشمل كل ما يضر بالصحة والاقتصاد والثقافة والأمن والعلاقات الداخلية والخارجية بين الأفراد والمؤسسات والدول، ومن ذلك عدم الوقوع تحت تأثير شبكات الإرهاب والتطرف التي تنشر الأكاذيب، يقول تعالى في وصف طائفة من المفسدين في الأرض “سماعون للكذب أكالون للسحت ” إن دعوة الإسلام إلى المحافظة على الوطن تحقق الأمن والأمان للناس جميعا وتحمي الوطن وتفتح أبواب التواصل مع الآخر للتلاقي على مبادئ الحب والسلام والمودة والوئام، يقول تعالى: ” وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) حفظ الله الأوطان وهيأ لها أسباب الخير والسلام.