حكم مشاهدة وإنشاء المواقع الإباحية
بقلم : للدكتور/ محمد إبراهيم سعد الازهري
نهت الشريعة الإسلامية عن كل ما فيه ضرر لذا يحرم إنشاء وارتياد المواقع الإباحية والنظر إلى الصور والمقاطع والأصوات الجنسية الخليعة لكونها موصلة إلى جريمة الزنا المنهي عنها ولما تحدثه هذه المواقع من تصدعات أخلاقية على الفرد والمجتمع وقد دل على هذا كتاب الله تعالي وسنة رسولهeفقال سبحانه} إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ{فقد دلت هذه الآية على حرمة إنشاء المواقع الإباحية ؛ لأن في إنشائها إشاعة للفاحشة ويدخل فاعل ذلك في وعيد الله عز وجل
وقد أخبر المولي سبحانه بأنه يعلم ما يترتب على إشاعة الفاحشة بين المؤمنين من الآثار السيئة لذا توعد من يحبها بالعذاب الأليم في الدارين وقال سبحانه أيضا :}وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {حيث حرم المولي سبحانه كل ما يقرب من الزنا ؛ لأن قربانه داع إلى مباشرته، وهذه المواقع الجنسية توصل لجريمة الزنا ، والاقتراب من المحظور هو المحظور في حد ذاته ، ومن ذلك أيضا قول الله تعالى :}قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ {حيث أمر المولي سبحانه المؤمنين بأن يكفّوا من أبصارهم عن النظر إلى مالا يجوزوهذا يشمل النظر حقيقة أو إلى الصور
وقد روي عن الرسولeأحاديث تدل علي هذا منهاما رواه ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ eلاَ تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ لِتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا ، فقد دل هذا الحديث على حرمة مشاهدة المواقع الإباحية ؛ وقد ذهب الشارع إلى أبعد من ذلك لعلمه بمخاطر النظر وما يمكن أن يوصل إليه ، فحرم الرسول eأن تصف المرأة لزوجها جمال امرأة أخري لا تحل له وكأنه ينظر إليها .