حقوق المرأة في الإسلام

حقوق المرأة في الإسلام

بقلم : حفصة محمود غازي
باحثة في الشريعة الإسلامية

إن للمرأة في الإسلام حقوقا كثيرة، من أهمها حسن المعاملة والمعاشرة بالمعروف، قال الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ﴾.  فكما أن هناك واجبات تقع على عاتق المرأة تجاه زوجها وأهل بيتها لها أيضا حقوق متساوية مع هذه الواجبات، فليست هي مظلومة ولا مقهورة في الإسلام كما يصورها البعض، بل هي مكرمة محترمة تتمتع بحقوق مماثلة للواجبات التي تقع على عاتقها، فورد في القرآن الكريم: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِى عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ﴾.  ولم يكتف الإسلام فقط بالأمر بمعاشرة المرأة بالمعروف وبيان أن لها حقوقا مماثلة للواجبات المفروضة عليها، بل صرّح المصطفى ﷺ بأن القائم على أمور المرأة (سواء كان زوجها أم والدها أم أخوها) عليه أن يوفر لها جميع ما تحتاج إليه من مأكل ومشرب وملبس ومسكن. فقد سئل الرسول ﷺ ذات مرة عن حقوق الزوجة على زوجها، فقال: “أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت”.

ومن حقوق المرأة في الإسلام أيضا أن لها حق اختيار الزوج الذي ترتضيه لنفسها، إذ منع الإسلام من نكاحها بغير إذنها وبدون رضاها، بل أمر بأخذ الإذن منها، حيث قال ﷺ: “لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن”. قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: “أن تسكت”.

وللمرأة في الإسلام أيضا حق في الميراث، فبعد أن كانت في الجاهلية تورث كالمتاع، صار لها حق معين في ميراث أقاربها فرضه الله لها في كتاب الكريم. قال تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ ٱللَّـهُ فِىٓ أَوْلَـٰدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلْأُنثَيَيْنِ﴾.  ولها الحق الكامل في التصرف في هذا المال الموروث كيف شاءت، ولا يجب عليها أن تصرف منه على غيرها، كما لا يصح لأحد التدخل فيه.