حديث القرآن عن الشباب

حديث القرآن عن الشباب

بقلم : د. حسن عبد الباقي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و ارض اللهم عن صحابته وآل بيته، …وبعد :

من يتأمل آيات القرآن الكريم، ويتدبر حديثه عن الشباب نجده يرشد الشباب إلى الهداية، وإلى محاسن الأخلاق وكريم الشيم والمعاملات بضرب النماذج التطبيقية حتى يقتدى بها الشباب، ويتمثلوها، فهيا بنا نتعرف على تلك النماذج القرآنية التي تعنى بالشباب:-

نموذج الصلاح والتقوى والخوف من الله وكف الأيدي عن القتل يقول الله تعالى : “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [27] لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [5:28]”

مشهد الشاب الفتى الموحّد “قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ [59] قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ [21:60]”.

نموذج الشاب البار بوالده والمطيع له، المعين على الطاعات “فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [37:102]”.

نموذج الشاب الداعية الذي يعرض دعوته بالحكمة والبصيرة “يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [39] مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [12:40]”.

نموذج الشاب المحاور الذي يقرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل، “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ [69] إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ [70] قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ [71] قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ [72] أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ [73] قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [74] قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ [75] أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ [76] فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ [26:77]”.

نموذج ا لشاب الذي ينصر المظلوم ويغيث الملهوف ويدفع الظالم، “وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ [28:15]”.

نموذج الشاب المؤمن الذي يعرف منهجه، ويتمسك بعقيدته، ويثبت على مبدئه، ولايهتم بمن عارضه، “… إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى [13] وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا [14] هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا [18:15]”.

نموذج الشاب العفيف النقي الذي يمتلك إرادته، ويتحكم في غريزته وشهوته في أصعب المواقف، وأمام أكبر إغراء “وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [12:23]”.

نموذج الشاب المؤمن الشهم صاحب المروءة والنجدة، وإن الم يطلب أحد منه المساعدة. “وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ [23] فَسَقى لَهُمَا..”.

نموذج الشاب اليقظ الذكي الذي يدرك ما يدبره أهل الشر والفجور لأهل الإيمان، ولإسراع إلى تنبيه أهل الإيمان يما يحاك لهم ليأخذوا حذرهم. “وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ [28:20]”

نموذج الشاب القوى الأمين الذي يحتاج المجتمع إليه ” يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ [28:26]”

نموذج الشاب الذي يعرف قدراته ويعرض نفسه لتولى المهام الصعبة وقت الأزمات لما يتمتع به من صفات “قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ [12:55]”.

هذه بعض النماذج التي قدمها القرآن في حديثه عن الشباب لتكون نبراساً للشباب يضئ لهم الطريق ويهتدي به الشباب في مسيرة حياته ويعلم أن له قدوة تسبقه إلى تلك الصفات فيتمثلها، فكم خطوة يخطوها الشاب في طريق الإيمان والقرب إلى الله تعالى تقربه إلى الخطوة التي تليهاً فيزداد بالقرب قرباً، وبالهدى هدىً، وكلما كثرت خطواتك في الخير كلما اقتربت من الكمال، جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون.