جهود شيخ الأزهر من أجل السلام العالمي والعيش المشترك
بقلم : د محمدي حضيري الأزهري
منذ أن تأسس الأزهر الشريف، يقوم على أمره قادة يتميزون بالفكر الوسطي تحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية التي يدعو إليها القرآن الكريم وتؤكدها السنة النبوية في توجيهاتها الفكرية وتطبيقاتها العملية، وليس هذا بغريب على مؤسسة علمية تجمع في مناهجها الدراسية بين المذاهب الفقهية والعلوم العقلية، وترعي الجوانب الروحية والسلوكية.
ومن هؤلاء القادة شيخ الأزهر الدكتور/أحمد الطيب صاحب الدعوة إلى منهج الوسطية وشيخ حكماء المسلمين، وراعي تحقيق القيم الإنسانية واقعا عمليا يحقق الأمن والسلام للأفراد والأوطان بعيدا عن التشدد والعنف والإرهاب اتباعا للأمر الإلهي في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين”.
وفي هذا الصدد ومن هذه الجهود لفضيلة الإمام دوره في إعداد (وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك) والتي تؤكد على:
-القناعة الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية.
-أن الحرية حق لكل إنسان: اعتقادًا وفكرًا وتعبيرًا وممارسة، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة الإلهية.
-أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة.
-أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية.
-أن حماية دور العبادة، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية.
-أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، ليس نتاجا للدين بل هو نتيجة لتراكمات الفهوم الخاطئة.
-أن مفهوم المواطنة يقوم على المساواة في الواجبات والحقوق التي تحقق العدل للجميع بعيدًا عن الإقصاء.
-أن العلاقة بين الشرق والغرب ضرورة لكليهما.
وقد قوبلت هذه الوثيقة بالتقدير والاحترام العالمي وشارك فيها بابا الفاتيكان وتم التوقيع عليها بتاريخ 4/2/2019 م.
وبالتأمل أن بنود هذه الوثيقة تنطق من السياسية الشرعية التي نقوم على ركائز من القرآن الكريم والسنة النبوية، وفقه الخلفاء الراشدين والراسخين من أئمة وعلماء المسلمين، وتلك هي دعوة الإسلام إلى التسامح وقبول الآخر التعايش المشترك.