تكريم الإسلام للمرأة
بقلم :دكتور / محمد إبراهيم سعد الأزهري
كرم الإسلام المرأة وخاطبها على أنها كائن مستقل عن الرجال وليس ملحقًا له، وأن الدخول في دين الله عمل عيني لا تصح فيه الوكالة، فالمرأة مكلفة تكليفًا عينيًا كالرجل تمامًا، وهذا دليل على تكريمها واستقلاليتها، ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة ، قصة أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها، فقد أجارت رجلين من أحمائها كتب عليهما القتل في عام الفتح، وتحكي القصة أم هانئ فتقول: (ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره بثوب، فسلمت عليه، فقال: من هذه؟ فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب، فقال: مرحبًا بأم هانئ، فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله! زعم ابن أمي علي أنه قاتل رجلا قد أجرته – فلان ابن هبيرة – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرتِ يا أم هانئ
ومن الحديث السابق يتبين لنا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قبل من أم هانئ كلامها وأجار من أجارت ولم يخفر ذمتها؛ احترامًا منه صلى الله عليه وسلم للمرأة، وتكريمًا لها، وجعلها من المؤمنين الذين يجير عليهم أدناهم.
ومن مظاهر التكريم أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسابق زوجته ، وهذا من التبسط ورفع الكلفة بينه وبين زوجته، فهو صلى الله عليه وسلم يقتطع جزءً من وقته الثمين ليدخل السرور على أهل بيته صلى الله عليه وسلم .