انتشار الإسلام بالقوة الجبرية
أكذوبة يروجها الحاقدون من المستشرقين
إعداد د / عبد الحافظ حسن العسيلي
منذ انتشار الإسلام شرقاً وغرباً وعلو سلطانه بالقضاء علي الظلم والطغيان ازداد حقد الكارهين والحاقدين من أهل الكفر والضلال له ، فأخذوا يرددون هذه الأكذوبة التي لا أساس لها من الواقع .
هذه المقولة الإدعائية ليست وليدة العصر ، بل هي قديمة جدا أطلقها المغرضون ؛ لما رأوه من سرعة اعتناق الناس لدين الإسلام وإقبالهم عليه أفرادًا وجماعات كما أخبر بذلك المولى سبحانه .
ولو نظرنا إلي غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم وإلي الجهاد نقول : ما كانت إلا لرد الاعتداء ودفع الضرر الذي لحق بالمسلمين في عهد النبوة ، فإذا ما تحقق فيها النصر للمسلمين وردوا اعتبارهم وأخذوا حقوقهم المسلوبة كان الرسول يترك لهم بعد ذلك حرية الاختيار للدخول في هذا الدين .
ولا أدل علي ذلك مما فعله الرسول بأهل مكة بعد الفتح الأعظم حيث قال لهم كلمته وعبارته المشهورة التي سجلها لنا التاريخ وجعلها رمزا للتسامح ” اذهبوا فأنتم الطلقاء ” حقاً صدق من سماك الرؤوف الرحيم .
والجهاد في الإسلام لم يشرع للاعتداء وإظهار القوة للمسلمين كما يظن الكثيرون ممن لا يدينون بدين الإسلام .
فرسول الإسلام لم يكره أحداً قط يوماً ما في الدخول في دينه تحت تهديد أيًّا كان نوعه بالسيف أو القتل أو التعذيب ؛ امتثالاً لقول الحق سبحانه :” لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي”
ويقول المولي سبحانه أيضاً مخاطباً نبيه : ” أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين “
ومن الأدلة التي تبرهن وتقطع بأكذوبة هذه المقولة بقاء غير المسلمين على ديانتهم في بلاد الإسلام ، والذين دخلوا في الإسلام منهم لم يفروا منه في يوم ما ، بل ازداد تمسكهم به والدفاع عنه ،وما ذلك إلا لما شاهدوه من سماحة هذا الدين ونبل أخلاقه وقيمه ومبادئه .
هذه المكرمات و الفضائل ليست مع هؤلاء فحسب بل مع من بقي علي ديانته ولم يبدلها فقد تركهم ومعتقداتهم الدينية في حرية وأمان ، ولنا في شهادة الكثيرين من المستشرقين في عصرنا الحاضر ما يدحض هذه المقولة الباطلة ، ويرد عليها ، والفضل كل الفضل ما شهدت به الأعداء ، لقد شهد هؤلاء بسماحة الإسلام كما شهدوا بأفضلية صاحب رسالته(النبي الأعظم) علي البشرية جمعاء
وصفوة القول أن الإسلام دين سمح ساد بالحب والعقيدة الصحيحة التي كرمت بني البشر وحررته من كل شئ في الوجود سوي خالقه سبحانه ، وأن آيات دستوره تدعو إلي نبذ الإكراه كما سلف بيان ذلك ، وإذا كان بإمكان السيف وغيره من سبل العنف أن يفتح أرضاً أو يسلب حقاً ، فليس بإمكانه أن يفتح قلباً يأبي الدخول في هذا الدين ، لكن الإسلام السمح يمكنه أن يغزو القلوب ويؤثر النفوس .