الوسطية في الشريعة الإسلامية

الوسطية في الشريعة الإسلامية

عمل الطالبة : سيدة خولة (باحثة في الشريعة الإسلامية – باكستانية )

الوسط والوسطية من العبارات المحبوبة والمصطلحات المحببة إلى كل إنسان. وكل أحد يدعي إنه على الوسطية حتى وإن كان متطرفا، لذالك لابد من ضابط الوسطية.

فنقول إن الإسلام بنفسه هو الوسط، الله عز وجل هو الذي جعل لنا منهج الوسط فقال سبحانه: “وكذالك جعلناكم امة وسطا ” هو جعل شرعي وجعل قدري بمعنى أن الله اراد لهذه الأمة وقضى وقدر أن تكون بمجموعها على المنهج الوسط. فأحكامها وأخلاقها وعقيدتها ليست متوسطة بين الحق والباطل وليست متوسطة بين العدل والظلم و إنما هو حق محض وعدل محض ومرحمة محض. فإذا المنهج الشرعي الذي جعله الله عز وجل لنا هو بحقيقته هو المنهج الوسطي فهذا هو القدر.

وأما المعنى الشرعي فإن الله يطلب منا ويأمرنا ويريد منا على أن نكون على هذا المنهج الوسط فهو قدرنا وهو شرعنا وهو أمرنا .

وكثير من الذين ينادون بالتخفيف من شرائع الدين بحجة الوسطية إنما يدعون إلى التطرف باليسار . أما الذين يريدون أقصى ما يمكن بتشدد فهم يتطرفون إلى أقصى اليمين ، بينما الإسلام وسط بين الغالي فيه والجافي عنه. لذالك لا نلتفت إلى الدعوات التي تطلب منا التنازل عن ديننا وعن مبادئنا وعن ثقافتنا أو التنازل عن عقيدتنا في سبيل تحقيق الوسطية في مفهومهم هم ، نحن لا نرضى بذالك.

وإنما أيضا نشنع وننكر على الذين يريدون أن ينحرفوا بالإسلام عن وسطيته وأعتداله إلى العنف والتطرف والإرهاب والغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، منذ فجر الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الغلو . وفي اللحظات التي ندافع فيها عن الإسلام وعن وسطيته لا ننسى أنفسنا فننجرف إلى التطرف الآخر وهو الضعف والتفلت من رفقة الدين والتنازل عن الشريعة الإسلامية وهذا غير مقبول إطلاقا.