النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وتفسيره للقرآن
بقلم : د / محمد الراسخ الأزهري
من أهم مصادر تفسير القرآن الكريم تفسير النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولم لا ؟ وهو أول من أوكل إليه الحق ـ سبحانه وتعالي ـ مهمة تبيين القرآن ، قال تعالي ): وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )(1) وقال تعالي 🙁 وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) وكان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أعلم الناس بكلام ربه ، فقام بتفسيره علي أحسن وجه ، حيث أوضح معانيه ، وبين مجمله ، وقيد مطلقه ، وخصص عامه ، وفصل موجزه ، وعين مبهمه ، يقول الإمام ابن أبي حاتم : (ان الله عزوجل ابتعث محمدا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ، وأنزل عليه الكتاب تبيانا لكل شئ.وجعله موضع الابانة عنه: فقال (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) وقال عزوجل (وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه). فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين عن الله عزوجل أمره، وعن كتابه معاني ما خوطب به الناس، وما أراد الله عزوجل به وعنى فيه، وما شرع من معاني دينه واحكامه وفرائضه وموجباته وآدابه ومندوبه وسننه التى سنها، واحكامه التى حكم بها وآثاره التى بثها.
فلبث صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة ثلاثا وعشرين سنة، يقيم للناس معالم الدين، يفرض الفرائض، ويسن السنن، ويمضى الاحكام ويحرم الحرام ويحل الحلال، ويقيم الناس على منهاج الحق بالقول والفعل.فلم يزل على ذلك حتى توفاه الله عزوجل وقبضه إليه .