الكلمةالطيبةسمةالمؤمن
أعداد / كليم الله الأفغاني
باحث في الشريعة الإسلامية
لقد بعث الله رسوله محمدا – صلوات الله وسلامه عليه – ليتمم كارم الأخلاق وليعلم الناس السمو والصدق في القول والفعل وهو القائل فيما روى عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : “أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة ، وصدق حديث ، وحسن خليقة وعفة في طعمة “.
وعن أبي أمامه – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “أنا زعيم ببيت في وسط الجنه لمن ترك الكذب وإن كان مازحا “.
وذلك لأن الصدق مع الله ومع الناس ومع النفس من أعظم القربات عند الله تعالى .لأن الكذب يهوى بصاحبه إلى أحط درجات الإثم ، ومما لا ريب فيه أن أمانة الكلمة سمة المرء المستقيم ، وصفة الخلق القويم ، لأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ومن منطلق الإيمان تتحتم طهارة اللسان وتجب مراعاة مشاعر الناس وأحاسيس الآخرين ، فليس من الإسلام أن ينطق المرء بخبيث القول وردئ اللغو ، ولذا أمرنا ديننا بأن نذكر الله ذكرا كثيرا وأن نسبحه بكرة وأصيلا ليكون اللسان رطبا بذكر الله ، وفرض علينا الصلاة وهي تضرع ودعاء وتبتل وخشوع وذكر وسجود لله وركوع، وجعل الله الزكاة تزكية للنفس وتربية للوجدان ، وتطهيرا للمال وتنمية له ، وجعل الصوم جنة من الذنوب وحصنا من العيوب ، وجعل الحج هجرة إلى الله وقصدا إلى بيته العتيق العريق المبارك الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا ، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ، ولكنه امتثال لأمر الله ، ثم إن كل لفظ مسجل ومكتوب : “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ” .
والعبادات كلها تدريب عملي على مراقبة الله وطاعته ليكون السلوك مستقيما والخلق كريما : وذلك لأن أخلاق الإسلام هبة من الله لعباده الأبرار الذين كرمهم الرحمن وعلمهم البيان ، وقد جاء بها سيدنا محمد بن عبدالله من عند الله :- لذلك فهي ليست من صنع البشر “وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى” وقد كان رسول الله- صلى الله عليه و سلم – ينتصر للحق ، وكان دائما لبشر، سهل الخلق، لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ” ثم هو كما وصفه ربه :-“يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا و نذيرا ، و داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا “.والمسلم يطالبه ربه بأن يتجنب معاشرة المكذبين فيقول عز و جل:”إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين. فلا تطع المكذبين”.
فليتق الله شبابنا و ليصونوا ألسنتهم ويزنوا كلمتهم، فقد جمع الله كلمة المسلمين على التقوى ، ومن التقوى التعاون على فعل البر وعمل الخير، واتباع الحق، و الحق أحق أن يتبع لأن الحق لا يخاصم نفسه: فهو شيء واحد، و الأباطيل كثيرة والله يقول:-” نزل عليك الكتاب بالحق” والله جل جلاله يقول:”هوالذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله و كفى بالله شهيدا”.