القرآن كلام الله وليس كلام محمد
بقلم : د/ محمد عبد الوهاب الراسخ
يدعي بعض المستشرقين أن محمدا جاء بالقرآن من قبل نفسه واخترع معانيه وصاغ أسلوبه وليس كما زعم وحيا أوحي به إليه من عند الله ـ عزوجل ـ وهذه الشبهة داحضة وبطلانها جلي لا يخفي علي ذي بصر وبصيرة ، فسيرة النبي المشرقة الوضاءة التي نطقت سطورها بأحرف من نور علي ألسنة المخالفين والمبغضين له بأنه الصادق الأمين ، ومن غير المتصور أن يترك الرسول الكذب علي الناس ويكذب علي الله ـ عز وجل ـ كما نبطل تلك الفرية بأن نقول لأصحابها لو كان القرآن من عند رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ما الذي كان يمنعه أن يأتي بما يفيد براءة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق وقد اتهمها المنافقون بزعامة كبيرهم عبد الله بن أبي سلول رأس النفاق عندما أطلق كلمته الخبيثة قائلا : امرأة نبيكم تبيت مع رجل أجنبي والله ما نجت منه ولا نجا منها .وعلي أثر تلك المقولة فشا الخبر في المدينة وخيم الحزن علي النبي وصحبه الكرام ، فلو كان القرآن كلامه لبادر بتأليف كلام يبرئ به زوجه ، ولكن هذا لم يحدث بل انتظر شهرا كاملا حتي نزل الوحي ببراءتها .
ومما يدل علي أن القرآن من عند الله معاتبة الله ـ عز وجل ـ للرسول في أكثر من موضع في القرآن كما في قصة بن أم مكتوم في قوله تعالي ( عبس وتولي ) فلو كان القرآن من عند محمد هل كان سيذكر هذه المواقف ؟؟؟
أفبعد هذا وغيره يعقل أن يكون هذا القرآن من عند رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ إنه الإفك المبين والحقد الدفين في قلوب أعداء الدين .