العنف ضد المرأة وموقف الاسلام منه

العنف ضد المرأة وموقف الاسلام منه

بقلم : د محمد عبد الظاهر محمد الأزهري

لقد كرم الإسلام المرأة ، وكفل حقوقها وحريتها على كافة مستويات المعيشة.وأوجب على الرجل القيام برعايتها واحترامها  وبين أنها ستار ووقاية له وهو ستار ووقاية لها، وكان التعبير القرآني أبلغ ما يكون حيث قال الله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ } (البقرة: 187)

وبين الله سبحانه وتعالى أن الغاية المنشودة من حياة الزوجين، هي السكن والمودة والرحمة وليس العنف ولا الشقاق فقال الله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } (الروم: 21)

وأمر الله سبحانه بالمعاشرة بالمعروف حيث قال جل شأنه: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}

وكان آخر  ما وصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمور فقال صلى الله عليه وسلم: في  الحديث الشريف ” الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون، الله الله في النساء فإنهن عوان في أيديكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ” رواه النسائي وابن ماجة،.

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم  النموذج والقدوة للرجال في حسن معاملة النساء، فكان يداعب زوجاته ويلاعبهن تطييبا لقلوبهن ، وقد ثبت عنه  أنه صلى الله عليه وسلم كان يسابق السيدة عائشة – رضى الله عنها – في العدو – أي الجري – فسبقته يوما وسبقها فى بعض الأيام فقال عليه الصلاة والسلام: (هذه بتلك) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة .

وقد قرر الإسلام للمرأة حق الصداق، والعدل والنفقة، وحسن المعاشرة،

فقال تعالى ” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) سورة النساء

وقال صلى الله عليه وسلم: ” لا يِفْركْ مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر ” رواه مسلم، ومعنى قوله “لا يفرك”: لا يبغض ولا يكره .

وأكد النبي– صلى الله عليه وسلم –  أن حسن معاملة النساء دلالة  على خيرية الإنسان وكمال إيمانه،  فقد روى الإمام أحمد في مسنده – وسنده صحيح-  من حديث  أبى هريرة – رضى الله عنه – قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِكُمْ” .الحديث .

ومما قرره الإسلام من حقوق للمرأة أيضا : حق الإعفاف، واستشارتها وأخذ رأيها والوفاء لها فقد روى البخاري ومسلم فى صحيحيهما من حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَقَّ الشَّرْطِ أَنْ يُوفَى بِهِ، مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ.” الحديث .

فإذا كان الإسلام قد حمى حقوق المرأة على هذا النحو  وأمر بحسن معاملتها فكيف يتسنى للبعض أن يوجه عنفا وتشددا إليها ؟!!!!، وفى العنف ضد المرأة مخالفة صريحة لهذه التوجيهات ولما كان عليه صلى الله عليه وسلم  وسلفنا الصالح من الصحابة والتابعين  فنسأل الله العظيم رب الكريم أن يجعلنا من الذين يقولون فيفعلون ، ويفعلون فيؤجرون  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .