الرسالة الخاتمة شاملة وتامة

الرسالة الخاتمة شاملة وتامة

بقلم : د. خالد عبد الرازق الأزهرى

       اشتملت الرسالة الخاتمة – رسالة الإسلام – على جميع رسالات الأنبياء السابقين وتعاليمهم لأممهم في جوانب العقيدة والأخلاق والسلوك ، فجاءت شاملة لكل هذه الجوانب حاملة في طياتها كل المحاسن التي دعا إليها الرسل من قبل، قال الله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [ الشورى 13 . ]

وقد أورد القران الكريم قصص الأنبياء وأنباءهم وما اشتملت عليها من عبر وعظات تثبيتا لقلب النبي – صلى الله عليه وسلم – ولكي يستفيد منها المؤمن ويزداد إيمانا ، ويعتبر بها غير المؤمن ليرجع عن تكذيبة حتى لا يصيبة ما أصاب المكذبين من قبل قال الله تعالى { وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ  } [ هود (120) ]

 ونزل القرآن مشتملا على ما تضمنته الكتب السابقة ومصدقا لها وشاهدا على ما فيها من الحق أمينا عليها وحافظا لها  قال تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بِيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عليه} [ المائدة : 48].

وأرسل الله نبيه محمدا – صلى الله عليه وسلم – خاتما لجميع الأنبياء ومتمما لكل الرسالات كما صور ذلك في الحديث الشريف  بقوله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ ” رواه البخاري ومسلم

وكان فيما أُنْزِلَ عليه من القرآن قوله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [ المائدة : 3]

وأخبر النبي – صلى الله علية وسلم – أمته بذلك قائلا : «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا» رواه مسلم