الدعوة بين الداعي والمدعو

الدعوة بين الداعي والمدعو

بقلم : الأستاذ الدكتور محمدي حضيري الأزهري

وسائل الإعلام وأشكال الإعلان والدعاية تعمل من خلال آليات علمية أهمها: حسنالعرض، الالتزامبجودة المنتج، البعد عن الغش التجاري، ترك الحرية المطلقة لمن يعرض عليه المنتج بالقبول أو الرفض المنتج.

وهذا هو ما طالب به الإسلام الداعي في عرض دعوته، فالإسلام منتج فكري إلهي ، يقول تعالي: { إِنَّٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِٱلۡإِسۡلَٰامُۗ}. وهو تجارة محققة الربح يقول تعالي:{هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ،تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ}

وعلي الداعي أن يحسن عرض تجارته  وأهم وسائل وأساليب العرض ما جاء في قوله تعالي: {ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ١٢٥}،وقوله تعالي:{وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ}. وتلك إشارة إلي خلق في القول والعمل. فالاختلاف في الرأي و المعتقد لا يفسد للرد قضية ، يقول تعالي:{وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥ } .وعلي المدعو أن يفكر في المنتج جودة ومصدرا وتواضعا مع يناسب تحقيق المصلحة الإنسان لمدة قصيرةأو طويلة، في الدنيا فقط أم في الدنيا والآخرة ، وهو ما يعبر عنه بغاية الغايات وعلي كل فالحرية هي عين المسؤولية في الاختيار ولذلكقال ربنا  : {فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ}وقال سبحانه: {لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ}