الحسد
بقلم : د/ يوسف مصطفى الأزهري
الحسد تنمي الحاسد زوال النفع والخير من المحسود، أي كراهية الحاسد نعمة الله على أخيه وحبه لزوالها عنه.
فداء الحسد من أعظم الأدواء، والابتلاء به من أعظم البلوى، يحمل صاحبه على الدعوى، ويبعده عن التقوى، ويركبه الأهواء فيضل ويغوي، يضيق صدره وينظر قلبه بنعمة الله على أخيه فيعاني من البؤس مالايستطيع أن يبث معه حزنا ولاشكوى، ولا إلى شيطانه الخبيث، ونفسه اللأمارة بالسوء، ويعتقد أن الذي خلق فسوى، لم يحسن القسمة في أولاد حواء، فخيره قليل وشره كثير، ولسانه طويل ونظره قصير.
قاتل الله الحسود لايفعل الخير ولايجيبه لعباد الله، وإذا رأى نعمة الله على عبده ضاق بها ذرعا وتمنى زوالها عنه قاتله الله وما أوقع الشيطان في معصية الله إلا حسده لآدم وامتناعه من السجود بعد إذ أمره الله، وما حمل قابيل على قتل هابيل إلا حسده لأخيه حين تقبل منه الله قربانه الذي أراد به وجه الله، وجنته ورضاه، ومامنع المشركين من الدخول في هذا الدين إلا حسدهم لرسول الله، وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، أفلم يجد الله من يرسله إلا محمد بن عبدالله، وما حمل أهل الكتاب على كراهة الإسلام وصرف المسلمين عن كتاب الله والإيمان بسيد رسله وخاتم أنبيائه إلا قوله تعالى: (وكثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ماتبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير).
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كمت تأكل النار الحطب).