الحرية الدينية
الدكتور :خالد عبد الرازق الأزهرى
لا يمل من يدعي الدفاع عن الحرية والدعوة إليها من ترديد مقولة : ” الاسلام دين قهر وأن سر انتشاره هو القوة والإكراه والسيف ” ويروجون لها في كل محفل حتى يلبسوا الحق بالباطل ،عند العامة ، ومن لا يعرفون شيئا عن هذا الدين ، ولكن لو رجعنا إلى مصادر الإسلام لتبين لنا زيف هذه المقولة وبطلان هذا الاتهام ، وآية واحدة في كتاب الله تبطل هذا القول وتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الإسلام هو الدين الذي يحترم حرية الإنسان في الاختيار والاعتقاد ، ويثبت له هذا الحق ويدافع عنه ،وهي قوله سبحانه وتعالى : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) [سورة البقرة 256 ]
وهي تعنى أن العقائد لا تثبت بالاكراه أبدا لأنها اعتقاد خفي لا يرسخ في القلب الا عن اقتناع ، ويظل سرا بينه وبين ربه لا سبيل إلى الاطلاع عليه لأحد من البشر فقد يفعل الإنسان كل ما تأمره به لينجو بنفسة من القهر والبطش لكن يظل قلبه مطويا على ما اعتقده لا يتزعزع ولا يتزحزح .
وقد حدد الله مهمة رسوله في الدعوة الى الإسلام في قوله (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغ) [سورة الشورى : 48]
وبعد البيان والبلاغ للنسان الحق الكامل في الاختيار وتحمل نتيجة اختياره (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر) [سورة الكهف : 29 ]
فأين الإكراه إذا ؟ وأين السيف والعنف ؟؟؟ ومن أين أتيتم بهذا الزعم ؟ أذا كان القران يقرر حق الإنسان وحريته في اختيار دينه بهذا الوضوح التام.