التوكل على الله طريقك إلى السعادة

التوكل على الله طريقك إلى السعادة

للباحث / عباس على ماجستير فلسفة
إشراف د/يوسف مصطفى الأزهري

التوكل: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المنافع ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة والاعتقاد بأنه لا يعطى ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه سبحانه وتعالى.

وقيل: هو انطراح القلب بين يدى الرب كانطراح الميت بين يدي المغسل يقلبه كيف يشاء.

قال سعيد بن جبير:التوكل جماع الإيمان ” قال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 22] فهو حال المؤمن في جميع الأحوال والأحيان.

  • ففي مقام العبادة: قال تعالى:  ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ (هود: 123)
  • وفي مقام الدعوة: قال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ (التوبة: 129).
  • وفي مقام الرزق قال الله:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ (الطلاق: 2، 3).
  • وفي مقام الجهاد:﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ (آل عمران: 159).
  • وفي مقام العهود والمواثيق:﴿ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ (يوسف: 80)
  • وفي كل ما يقوله الإنسان ويفعلهويعزم عليه يتوكل فيه عليه: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ (آل عمران: 159] وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ (الطلاق: 3) الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل: بل هو من تمامه وكماله لكن الحذر من ركون القلب إلى الأسباب فهذا الذي ينافى التوكل لذا قيل: السعى في الأسباب بالجوارح طاعة لله والتوكل بالقلب على الله إيمان بالله“. قال تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ (الأنفال: 60). وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 10]وقال تعالى لمريم عليها السلام: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [مريم: 25]. وهي الضعيفة الواضعة النفساء والنخلة لا تُهز وإن هُزّت لا يسقط ثمرها لكن أراد الله تعالى أن يعلمنا أن الأخذ بالسبب ولو كان ضعيفاً دون أن يُتَعَلَقَ به صاحبه تكون وراءه النتيجة المثمرة .