التجربة العملية الأولى لمهمة الإنسان
بقلم : د. خالد عبد الرازق الأزهرى
تتلخص هذه التجربة العملية في عدة أمور تمثل معالم المنهج المرسوم للإنسان في الحياة أجملها الله سبحانه في قوله { وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين} [ الأعراف 19 ]
أول هذه الأمور : قوله تعالى { اسْكُنْ } وفيه معنى السكن وهو المكان الذي يتخذه الإنسان سكنا وموطنا ومأوي يرجع إليه مهما بعد عنه ويحافظ عليه ويحميه من كل خطر .
والثاني : قوله تعالى { أَنْتَ وَزَوْجُكَ } إشارة إلى أن الإنسان مدني بطبعه ، يأنس بغيره ولا يهنأ بالعيش وحده ، وهنا لابد أن يتعامل مع زوجته ومع من يعيش معه على وجه يحقق له بقاءه وبقاءهم ونفعه ونفعهم حتى تستمر الحياه ويتحقق الإيناس .
والثالث : قوله تعالى { فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا } وهذا يدل على ان الله تعالى قد أمد الأرض بجميع الأقوات والأرزاق فعلى الأنسان أن يأكل منها ويحافظ عليها ولا يعتدي عليها .
الرابع : { وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين} فيه دلالة على المحرمات واجتناب الإنسان لها وعدم الاقتراب منها ، وأن أجناس الحلال كثيرة أما المحرمات فقليلة لا يشق عليه اجتنابها . لكن النفس بطبعها تميل إلى ما منعت منه فعلى الإنسان أن يربيها لتتعود على محبة الحلال وبغض الحرام ، ولكن إذا مالت النفس وزين الشيطان ووقع الإنسان في المعصية فليس هذا نهاية المطاف بل علمنا الله أن باب التوبة مفتوح ، وعلى من عصى الله أن يتوب إليه ؛ فإن الله تواب رحيم .