التأسي برسول الله صلي الله عليه وسلم في معاملة نسائه
للباحث / أنيس خان الباكستاني
باحث في الشريعة الاسلامي
رسولنا الکريم صلي الله عليه وسلم اصطفاه الله عزوجل ليكون خاتم الرسل ومنبر هدي البشرية أجمعين، وقدوتنا التي نحتذي به في كل أمور حياتنا حتی أبسط الأمور، فقد تعامل صلي الله علسيه وسلم مع كل من حوله من الناس کلا بما يناسبه سواء زوجاته أو أصحابه أوأهلهم، وقد ترك للمسلمين قدوة في تعامله مع نسائه ، فقد كان الرسول صلی الله عليه وسلم مع نسائه، في زمن الجاهلية حيث کانت المراة مهانة ولم يعترف المجتمع بحقوقها وعاملوها علی أنها عار علی المجتمع ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم سن لها حقوقا رفع من مكانتها ، ودورالمرأة كان رفيعا في بداية دعوته حيث إن زوجته خديجة كانت أول من آمن به وأسلم كما بايعته كثير من النساء في كثير من المعاهدات وقد كانت من وصايا الرسول صلی الله عليه وسلم في حجة الوداع توصيته بحسن التعامل مع النساء حيث قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري:” استوصوا بالنساء خيرا“ وأيضاً قال:”إن المرأة خلقت من ضلع أعوج فإذا دهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا “.
لقد أباح الإسلام التعدد في الزواج لكن الرسول صلی الله عليه وسلم حذر من الظلم بين الزوجتين في حقوقهما. ومن لطف النبي صلی الله عليه وسلم مع زوجاته أنه كان يسميهم بأفضل الألقاب والأسماء فقد كان عليه السلام يقول لعائشة:”يا حميراء“ والحميراء تصغير حمراء يراد بها البيضاء.وفي حديث عائشة ايضاً أنها قالت: قال رسول الله صلی الله عليه وسلم: ثم ذکرت كلمة معناها أكمل المؤمنين ايماناً أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله.
ومن خلال هذه الأحاديث يتبين لنا حرص النبي صلی الله عليه وسلم على حسن التعامل مع الأزواج. ومن صور المداعبة والملاطفة أيضاً إطعام الطعام فقد قال الرسول صلی الله عليه وسلم:” وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتی اللقمة التي ترفعها إلى في إمرأتك. فبين النبي صلی الله عليه وسلم من خلال هذا الحديث أن اللقمة التي ترفعها بيدك إلى فم إمرأتك هي صدقة ليست فقط كسباً للقلب وليست فقط حسن التعاون مع الزوجة بل هي صدقة تؤجر عليها.
ونرى كثيرا من الأمثلة في إحترام النبي صلی الله عليه وسلم لمشاعر الزوجة وبيان حبه لزوجاته. فقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلی الله عليه وسلم: كيف حبك لي؟ فقال عليه السلام: ”کعقدة الحبل“ ثم سألته: كيف العقده؟! فقال: على حالها…أي لم تتغير.
إن الإسلام جاء بنظام يحفظ المرأة ويحميها من كل مکروه ونری ذلك من خلال هذا الحديث عندما جاءته زوجته السيدة صفية تزوره في إعتکافه في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت لتذهب فقام النبي صلی الله عليه وسلم معها ليودعها إلى الباب. نرى حسن التعامل النبي صلی الله عليه وسلم مع زوجته حيث أنه قام يودعها إلى الباب إحتراماً لها وإحسانا إليها.
رأينا حسن تعامل النبي صلی الله عليه وسلم مع نسائه من خلال هذا المقال وكيف ضرب الأمة خير مثال في التعامل مع النساء لذا على المسلمين أن اقتدوا بالنبي صلی الله عليه وسلم ویتأسوا به في حياته. ندعوا الله تعالى أن يوفقنا لاتباع هدي النبي صلی الله عليه وسلم في كل أمور حياتنا.