الإمام الشافعي
بقلم : دكتور / محمد سعد النادي الأزهري
هو الامام : محمد بن إدريس بن العباس بن شافع بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف يلتقى مع رسول الله فى جدة عبد مناف ، ولد بغزة على الراجح سنة خمسين ومائة ، مات أبوه وهو في سن صغير فانتقلت به أمه إلى مكة وعمره سنتان فنشأ يتيماً فقيراً حتى احتاج وهو يطلب العلم إلى جمع قطع الفخار وقطع الجلود وسعف النخل والعظام ليكتب عليها ، وحفظ القران وهو صغير وأخذ يحفظ الأحاديث ويكتبها وعنى بقواعد اللغة العربية ورحل في سبيل ذلك إلى البادية فعاشر قبيلة هذيل نحو عشر سنين حتى حفظ أشعارها وأخبارها وكان الشافعي في أول أمره منصرفا إلى الشعر والأدب وأيام العرب ولكن الله هيأ له من الأسباب ما صرفه إلى الفقه وذكر المؤرخون روايات في سبب ذلك أشهرها أنه كان يسير يوما على دابة له وهو ناشئ وخلفه كاتب لعبدالله الزبيدى ، فتمثل الشافعي ببيت من الشعر ، فقرعه الكاتب بسوطه كالناصح له وقال مرشدا مثلك يذهب بمروءته في مثل هذا ؟ أين أنت من الفقه ؟ فأثر فيه ذلك وهزه وسارع بمجالسة مسلم بن خالد الزنجي مفتى مكة ولما أذن له مسلم بن خالد بالإفتاء لم يقتنع بما حصله بل واصل طلب العلم وهاجر إلى المدينة وتلقى عن الإمام مالك وعندما التقي به قال له مالك : إن الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بالمعصية ، وتتلمذ أيضا على يد محمد بن الحسن الشيباني بالعراق ومطرف بن مازن باليمن وغيرهم ، اضطرته الحاجة إلى العمل فولى عملا في اليمن فأقام العدل ونشر لواءه ، وقد أخذت شخصية الشافعي تلوح وتتجلى من خلال دروسه حيث أقام بمكة تسع سنوات استطاع خلالها أن يتبحر في دراسة ما يتعلق بالقرآن والسنة والاجتهاد وأصول الاستنباط والقواعد الكلية ثم عاد إلى بغداد بعد أن سطع نجمه في الفقه وألف كتابه الرسالة التى وضع بها الأساس لعلم أصول الفقه وقد أعاد الشافعي تأليف هذا الكتاب بعد رحيله إلى مصر حيث أقام بها حوالى أربع سنين صنف فيها كتبه وقصده الناس من الشام واليمن والعراق ووضع مذهبه الجديد بسبب تغير الأوضاع والعادات وضمنه كتاب الأم توفي رحمه الله بمصر سنة أربع ومأتين عن أربع وخمسين عاما .