الأنانية في ميزان الإسلام
للباحث / سهيل عبدالحي الباكستاني باحث دكتوراه في الدعوة والثقافة الإسلامية
لقد طغت في الآونة الأخيرة على أفعال كثير من الناس الأنانية وحب الذات والأثرة، وهي غريزة فطرية مجبولة عليها النفس البشرية، ينبغي على الفرد أن يروضها ويلجمها بلجام حب الخير للآخرين، وأن يضعها في موضعها ويضبطها حتى لا تتجاوز الحد، لكي لا يصاب بمرض عضال يصعب التخلص منه، فيحب الخير للبشرية بشكل عام ولإخوانه المسلمين بشكل خاص، وقد جاءت الشريعة المطهرة بعلاج لهذا المرض في ما يلي :
حذرت الشريعة من جنس الفعل بشكل غير مباشر في إيثار الإنسان الحياة الدنيا على الآخرة (فأما من طغى، وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى).
الأنانية وحب الذات صفة فطرية لا يمكن التخلص منها نهائياً، بل ينبغي ترويضها (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ فمه إلا التراب).
لا يؤمن الانسان إلا إذا حمل هم غيره وتأثر لحالهم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
المسلم أخو المسلم يحمل همه ويحب له الخير ويقضي حوائجه (من فرج عن مسلك كربة من كرب الدنيا فيج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم مخالطة المصابين بهذا المرض خشية العدوى وأمر بأن يلزم الفرد بيته (إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، ودنيا مؤثرة، واعجاب كل ذي رأي برأيه… فعليك بخويصة نفسك).
من أسباب العذاب الأنانية والأثرة (ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون).
ترك الأنانية والأثرة سبب للفلاح (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).
هذا تشخيص وعلاج وضعته الشريعة لمرضٍ فطريٍ في النفس البشرية، داعيةً الفرد لضبطه والحد من وصوله إلى حد الكبر واحتقار الآخرين.