أنت تسأل والأزهريون يجيبون
دكتور محمد الراسخ الأزهري
بسم الله الرحمن الرحيم
يسأل الباحث جاويد خان عن ما أهمية التفسير العلمي للقرآن الكريم ؟
ويجيب عن هذا السؤال الدكتور / محمد الراسخ الأزهري فيقول : الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه ومن والاه واتبع هداه وبعد :
فإن التفسير العلمي السليم الذي يعتمد علي الحقائق العلمية ويترك التكلف في التعامل مع النص القرآني لاشك أنه يحقق العديد من الفوائد أهمها أن الإعجاز العلمي الذي يبرزه هذا التفسير ، يعجز الإلحاد أن يجد موضعاً للتشكيك فيه إلا أن يتبرأ من العقل ، فإن الحقيقة العلمية التي لم تعرفها الإنسانية إلا في القرن التاسع عشر أو العشرين مثلاً والتي ذكرها القرآن ، لابد أن تقوم عند كل ذي عقل دليلاً محسوساً على أن خالق هذه الحقيقة هو منزل القرآن .
إضافة إلي ذلك فإن هذا النوع من التفسير يساعد على اتساع مدلول النص القرآني وذلك بما تقدمه العلوم الكونية من بيانات ومعلومات تزيدنا معرفة بمفهوم الآية ، وتوضحه بالشواهد والأمثلة التي توافرت في ضوء العلم الحديث .
ومن فوائد هذا التفسير أيضا أنه يصحح لنا الكثير من المعلومات الخاطئة التي وردت في كتب التفسير بالمأثور وغيرها فيما يتعلق بتفسير بعض الظواهر الكونية ، وذلك مثل : تفسير الرعد بأنه ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه ،
وتفسير البرق بأنه ضرب الملك – الذي هو الرعد– للسحاب بمخراق من حديد،
وكيف يكون موقف الداعي إلى الله في المجتمعات العلمية ، إذا ووجه بمثل هذه التفسيرات التي تخالف المقررات العلمية ، والتي أصبحت في حكم البديهيات والمسلمات ، مما يعود على الإسلام بالضرر والنقض ، وينفر عنه المفكرين وذوي العلم والمعرفة .
ومن ثمرات هذا التفسير أنه يقرب بعض المعتقدات والحقائق الدينية من أفهام أهل العصر ، وتأييدها بمنطق العلم التجريبي نفسه ، ومن ذلك على سبيل المثال :
كان المشتغلون بالفلسفة والكلام قديماً ، يستبعدون – بل ينفون – أن يرى الإنسان عمله في الآخرة بعد أن فرغ منه في الدنيا ، لأن الأعمال أعراض ، والعرض لا يبقى زمانين !وعلى هذا يؤولون مثل قوله تعالى :}يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ{
، وما شابهها من آيات ، بأن المراد بالأعمال جزاؤها ، أي ليروا جزاء أعمالهم !
فجاء العلم الحديث يثبت أن أقوال الإنسان وأعماله كلها موجودة في الفضاء وأنها يمكن أن تسجل وتصور وتبقي ، ولو بعد حدوثها بزمن طويل .
ومن الفوائد أيضاأنه يملأ النفس بعظمة الله وقدرته حينما يقف الإنسان في تفسير كلام الله على خواص الأشياء ، ودقائق المخلوقات حسب ما تصورها علوم الكون ، كما أنه يزيد الثقة بالقرآن وعروبته ومعارفه وإعجازه ، والإيمان بأنه كتاب غني بكل ما يحتاج إليه البشر من ألوان السعادة .
والله ولي التوفيق