أنت تسأل والأزهريون يجيبون دكتور محمد الراسخ الأزهري

أنت تسأل والأزهريون يجيبون

دكتور محمد الراسخ الأزهري

بسم الله الرحمن الرحيم

يسأل الباحث ذاكر الله عن  ضوابط التفسير الإشاري للقرآن الكريم ويجيب عن هذا السؤال الدكتور/ محمد الراسخ الأزهري فيقول :  الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه ومن والاه واتبع هداه وبعد : فإن التفسير الصوفي الإشاري يقصد به: تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك ، وبالنظر في هذا التفسير نلحظ أن منه ما يدخل تحت إطار التأويل المحمود ، وهو الذي يوافق نصاً أو لا يعارضه ، ومنه ما يدخل تحت إطار التأويل المذموم الذي   لا أصل له في الدين ، بحيث لا يستند إلى النص ، بل قد يتعارض مع كثير من النصوص المحكمة .

        ومن ثم اعتنى علماء أهل السنة بوضع الشروط التي إذا توافرت في التفسير الصوفي الإشاري ، أخرجته من دائرة التفسير المذموم إلى المحمود ، ويمكن إجمالها فيما يلي :

        1 – أن يصح على مقتضى الظاهر والمقرر في لسان العرب ، ويجري على المقاصد العربية ، وهذا ظاهر من قاعدة كون القرآن عربياً ، فإنه لو كان فهم لا يقتضيه كلام العرب لم يوصف بكونه عربياً بإطلاق ، ولأنه مفهوم يلصق بالقرآن ليس في ألفاظه ولا في معانيه ما يدل عليه ، وما كان كذلك فلا يصح أن ينسب إليه أصلاً ، إذ ليست نسبته إليه على مدلوله أولى من نسبة ضده إليه ، ولا مرجح يدل على أحدهما ، فإثبات أحدهما تحكم وتقول على القرآن ظاهر ، وعند ذلك يدخل قائله تحت إثم من قال في كتاب الله بغير علم .

        2 – أن يكون له شاهد شرعي يشهد لصحته من غير معارض ، لأنه إن لم يكن له شاهد في محل آخر ، أو كان له معارض صار من جملة الدعاوى التي تدعى على القرآن ، والدعوى المجردة غير مقبولة باتفاق العلماء.

        3 – ألا يكون تأويلاً بعيداً سخيفاً ، كتفسير بعضهم قوله تعالى : ]وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[، بجعل كلمة ” لَمَعَ ” فعلاً ماضياً ، وكلمة ” المحسنيــن “مفعوله.

        4 – أن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم.

        5 – ألا يدعي أنه المراد وحده دون الظاهر، لكي يتميز عن التفسير الباطني الملحد الذي يمنع إرادة المعنى الظاهر ، ويتمسك بالمعنى الباطن وحده.

6 ـ تناسقه مع السياق ، وكل معنى صحيح ألصق بالآية وهو لا ينتظم مع سياقها وله وجه ارتباط بها فإنه لا يدخل في باب التفسير ، وإنما يكون من باب الاستنباط .

تلك كانت أبرز الضوابط التي يجب الالتزام بها حتي يصير التفسير الإشاري مقبولا.

والله ولي التوفيق