أنت تسأل والأزهريون يجيبون دكتور عبدالمحسن جمعة الأزهري

أنت تسأل والأزهريون يجيبون

دكتور عبدالمحسن جمعة الأزهري

بسم الله الرحمن الرحيم

– يسأل الطالب محب الله الباكستاني عن معني ( القرآن حَمًال أوجه ) ؟

ويجيب عن هذا السرال  الدكتور / عبد المحسن جمعةعضو البعثة الأزهريةبالآتي :

–  هذه العبارة منسوبة إلى سيدنا علي كرم الله وجهه , وهي عبارة دقيقة في وصف القرآن الكريم .      و لكون القرآن الكريم هو الكتاب الذي يحتوي على المنهج الخاتم الذي اختاره الله تعالى لهداية البشر ,  فينبغي أن يلبي حاجة الإنسان في كل عصر ومصر ,لذاققدجاءت مفردات القرآن وتراكيبه على أفصح ما عهدت العرب من ضروب الفصاحة ، وجميل النظم ، وجاءت كذلك ذاخرة بكافة المعاني التي تناسب كافة الأزمان , وذلك دليل إعجاز القرآن في نظمه ومعناه . و الله تعالى قد أودع ألفاظ القرآن أقصى ما يحتمله اللفظ العربي من المعاني . فالمعاني المودعة في الألفاظ القرآنية بالوضع اللغوي تعتبر مرادة لأنها من محتملات الألفاظ , وهذا يظهر مطاوعة الألفاظ ومناسبتها لكافة العصور . وبهذا يمكنناأن نفهم كون القرآن حمال أوجه .

وليس المعنى أن كلمن شاء أن يحمله على ما يراه , أو ماترجح عنده من محامل , يمكن أنيفسره طبقا لما يراه. بل ينبغى أن يكون ضابط تفسير القرآن هو ما أقره العلماء من قواعد التفسير المعروفة عندهم , وما أجمعوا عليه من ضوابط . بحيث لا يصادم ثوابت الدين , وضوابط اللغة . 

وأما من يتجاسر على تفسير القرآن دونما إلمام بقواعد وضوابط هذا العلم ثقة برأيه وعقله , متعللا بأن اختلاف الصحابة أنفسهم في التفسير لهو دليل على أنه لا إجماع على تفسير موحد للقرآن , وأن كل إنسان يستطيع أن يفسره باجتهاده , لأنه حمال أوجه . فمثل هذا الكلام بعيد تماما عن الصواب , لأن اختلاف الصحابة في التفسير اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد . وكونهم لميجمعوا على تفسير واحد فذلك من بلاغة القرآن , وجانب من إعجازه , لاحتمال اللفظ الواحد أكثر من معنى  . وليس لكل أحد أن يفسر القرآن ما لم تتوفر فيه الشروط والأدوات والملكة المؤهلة لذلك  .