آداب الأخوة فى الإسلام
بقلم : د/يوسف مصطفى الازهري
مما لاشك فيه أن التآلف بين الناس يقع على حسب ترافع الطباع والأخلاق، فأهل الخير يتآلفون مع بعضهم، وكذلك أهل الشر يفعلون، إذ الخير لا يميل إلا إلى الأخيار، فتلتقى روحه بروح إخوانه، أما الخبيث فيحن إلى الخبثاء الأشرار.
عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”. فلأخوة شراب طهور يسقيه الله المؤمنين الأصفياء الأتقياء.
فالأخوة التى أمرنا بها ليست أخوة فى اللسان فحسب، ولكنها أخوة عميقة كامنة فى النفوس والقلوب، ولذا أخوة الدين أعلى من النسب والقرابة، ففى الحديث: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا”.
وفى الصحيح: “المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان، كما يألم الجسد لما فى الرأس”.
وآداب الأخوة لا تزيدها الأيام إلى قوة ورسوخا وقربا، وهذه الآداب من مكملات الإيمان، وعلى هذا أقسم رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ففى الحديث قال صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ثم قال: هل أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم”.
ومن آداب الأخوةالحب فى الله والبغض فى الله، فيجب أن تكون المحبة بين المسلمين محبة الله، لا فى مال، ولاجاه، ولانسب، ولا أي شىء،إنما هى محبة فى الله عزوجل قائمة بطاعة الله سبحانه، ولا يبغض إلا فى الله، لأنه لا يحب إلا ما يحب الله ورسوله، ولايكره إلا مايكره الله ورسوله. فهو إذا يحب الله ورسوله يحب بحبهما ويبغض ببغضهما.
روى عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان”